مركز أوميغا للأبحاث يصدر كتابا بعنوان «محمد السادس، ربع قرن من التنمية»

أصدر مركز التفكير «أوميغا للأبحاث الإقتصادية و الجيوسياسية» مؤلفا أكاديمياً باللغة الفرنسية حول الذكرى الخامسة و العشرون لتربع الملك محمد السادس على عرش المملكة المغربية، بعنوان «محمد السادس، ربع قرن من التنمية».

وأوضح بلاغ للمركز، أن المؤلف، الذي أنجز بشكل ملخص،  ركز على بعض المجالات المهمة في الشؤون الاجتماعية و الاقتصادية و الجيوسياسية التي عاشتها المملكة خلال الربع قرن الأخير، دون نسيان شق التنمية المستدامة الذي وضع المملكة على سكة الانتقال  الطاقي الذي سيرفع مستقبل الدول.

ويتألف الكتاب أربعة أبواب وهي:  الدولة الإجتماعية.. ثورة الحاضر و المستقبل، و الاقتصاد.. تنويع مثالي، والتنمية المستدامة.. منهجية ملكية، ثم العلاقات الدولية.. الواقعية الملكية.

وذكر مركز أوميغا للأبحاث الإقتصادية و الجيوسياسية، في المؤلف، بالمحطات الإجتماعية الكبرى التي عاشتها المملكة كمدونة الأسرة في شقها الأول و وضع الأصبع على مكامن نواقصها و دعوة الملك محمد السادس لإدخال إصلاحات عليها دون المساس بالثوابت الدينية.

و تطرق، باستفاضة، لتجربة المملكة في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في أجزائها الثلاثة كنموذج جهوي تم التنويه به دولياً، و هو استثمار ضخم مُنتج فاق الأربعين مليار درهم استفادت منه الطبقات الهشة في كل جهات المملكة.  و دائماً في البُعد الإجتماعي شكلت هيئة الإنصاف و المصالحة تجربة فريدة صالحت المغاربة مع ماضيهم الأليم و ذلك بجبر ضرر الضحايا و تعويضهم و غلق ذلك القوس الحزين بعد استخلاص الدروس.

وعلى المستوى الاقتصادي، أفاد المركز، أن  الاستثمار في البنى التحتية شكل أحد أبرز نجاحات ربع قرن من حكم الملك محمد السادس. و يكفي الإشارة إلى انتقال شبكة الطرق السيارة من 89 كيلومتر (1999) لحوالي ألفي كيلومتر و أزيد (2024)، فيما تعززت المنشآت المينائية بأكبر ميناء في حوض البحر المتوسط و واحد من ضمن أكبر عشرين ميناء في العالم و هو ميناء طنجة المتوسط. و هناك مينائين سيعززا خريطة النقل البحري بالمغرب بكل من الناضور و الداخلة، ضمن خطة مدمجة لتخفيف الضغط على طنجة المتوسط شمالاً، و لتنزيل الرؤية الملكية المتوسطية الإفريقية جنوباً

وفي الوقت نفسه، توسعت شبكة الخطوط الملكية المغربية بشكل لافت و تضاعف أسطولها مرتين و صارت رقماً صعباً في أفريقيا. فيما يبقى القطار الفائق السرعة، و هو الوحيد بأفريقيا، مفخرة النقل بالمغرب و هو مقبل على شطر ثاني سيجعل المسافة بين طنجة و أكادير (850 كيلومتر) في حوالي أربع ساعات و نصف

و بالموازاة مع الأوراش الإقتصادية الضخمة، كانت المملكة المغربية سباقة بأفريقيا في التعامل مع التغيرات المناخية و وقعها على الإقتصاد و التنمية.

و هكذا ، يورد بلاغ المركز، بادر المغرب لبلورة استراتيجية شمولية بخصوص اعتماد الطاقات المتجددة، الشمسية جنوباً و الريحية شمالاً، بهدف بلوغ نسبة%52 سنة 2030 من الطاقة المستعملة بواسطة الطاقات النظيفة أي أكثر من النصف.

و أكد أن هذا التوجه هو أنجع حل بالنسبة لبلد يفتقد للبترول و الغاز حتى الآن، مشيرا إلى أنه  بالنظر لاستراتيجية هذا الورش الكبير فإن الملك محمد السادس يشرف شخصياً على تقدم الأشغال من خلال الإجتماعات المسترسلة و التي يرأسها بهذا الخصوص.

ولأن الطقس المغربي بطبيعته جاف، فإنه بالإضافة لسياسة السدود التي عرفت ازدهاراً كبيراً في الربع قرن الأخير، فإن المملكة أطلقت مؤخراً عدة أوراش لبناء حوالي عشرين مصنعاً لتحلية مياه البحر كأحد الحلول للإجهاد المائي الذي يعاني منه البلد. ويساهم المكتب الشريف للفوسفاط في هذا الورش بشكل كبير بصفته أحد الشركاء الأساسيين في هذا المجال بحكم خبرته بالإعتماد على الطاقات البديلة.

وبالنسبة للعلاقات الدولية يضيف المركز،، نجحت المملكة المغربية منذ 1999 في التوقيع على طابعها الخاص والذي يعتمد على مقاربة ثنائية، سواء من حيث تنويع الشركاء مما يتيح للمملكة الإستفادة من جميع الفرص التجارية و الإقتصادية المتاحة في كل بقاع العالم و تجاوز الإرتباط العضوي بأوروبا كما ورثناه غذاة استقلال البلاد.

أو من حيث بلورة مقترح الحكم الذاتي بخصوص قضية الصحراء سنة 2007 مما خلط أوراق الخصوم و دفع العديد من الدول من التجاوب معه إيجاباً وخلق دينامية إيجابية في الملف. واستفادت المملكة من استقرار نظامها و استمراريتها و الإحترام الذي يحظى به عالمياً.

و قد تعززت هذه الصورة منذ وصول الملك محمد السادس لسُدة الحُكم و خاصة بعدما بصم العلاقات الدولية بطبعه الخاص و ذلك باعتبار أفريقيا الشريك الرئيسي ضمن مقاربة رابح-رابح، مع الانفتاح على عمالقة آسيا، الصين و الهند و روسيا و اتخاد متزعم أمريكا اللاتينية، البرازيل، كشريك متقدم.

وإجمالا،  يقول بلاغ المركز، استطاع المغرب، خلال ربع قرن، المرور إلى الملكية الثالثة مع فجر الألفية الثالثة محققاً تقدماً ملموساً في شتى المجالات. فالناتج الداخلي الخام انتقل في الفترة ذاتها من 46,2 مليار دولار إلى أزيد من 140 مليار دولار، فيما الآفاق المستقبلية واعدة إذا ما تم تطبيق مُخرجات النموذج التنموي الجديد بحذافيره في أفق سنة 2035 مما سيضع الاقتصاد المغربي ضمن الإقتصاديات الصاعدة مع كل الإسقاطات الإيجابية التي تلي ذلك.

حول مركز أوميغا للأبحاث الإقتصادية و الجيوسياسية: 

يعتبر مركز أوميغا للأبحاث الإقتصادية و الجيوسياسية مركز تفكير أطلقه سمير شوقي سنة 2023 وذلك بهدف إغناء النقاش العمومي حول القضايا الوطنية و العالمية و والتي لها تأثير على المملكة المغربية والمواطن المغربي.

ويشتغل مركز أوميغا للأبحاث الإقتصادية و الجيوسياسية بمساهمات تطوعية لذكاترة في الاقتصاد و العلاقات الدولية و أساتذة جامعيين و باحثين، و ذلك في إطار تطوعي ينسجم مع المبدأ اللاربحي للمركز كما نصت على ذلك وثيقة التأسيس. و يتم توزيع المحتوى الذي ينتجه المركز بشكل مجاني على الجامعات و المعاهد العليا و وسائل الإعلام من أجل تعميم الفائدة و تعميق النقاش العمومي.

و قد أصدر المركز ووزع حتى الآن الإصدارات التالية:

  • أزمة الماء بالمغرب، كيف نحل إشكالية دون خلق ست مشاكل
  • ثورة صناعية كروية قريباً، من الهواية لصناعة النجوم
  • مؤشر التنمية البشرية، بإمكان المغرب أن يكون أفضل
  • المغرب و رهانات الأفرو-متوسطية

أترك تعليقا