المغرب يشارك في مؤتمر وزراء الزراعة في الدول المنتجة والمصنعة للتمور

انطلقت، بعد زوال اليوم بأبوظبي،  أشغال مؤتمر وزراء الزراعة في الدول المنتجة والمصنعة للتمور، بمشاركة المغرب. ويمثل المغرب في هذا المؤتمر، الذي ينعقد على هامش حفل تكريم الفائزين بجائزة خليفة لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دورتها السادسة عشرة، وفد برئاسة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي.

ويضم الوفد المغربي على الخصوص مسؤولين بالمعهد الوطني للبحث الزراعي والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.

ويهدف المؤتمر ، الذي تنظمه الأمانة العامة لجائزة خليفة لنخيل التمر والابتكار الزراعي، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو يومي26 و27 فبراير ،  إلى متابعة وتقييم مخرجات مشروع الإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء وإنشاء الهيئة الدولية للتنمية المستدامة للواحات.

ويشمل المؤتمر الوزاري لهذه السنة اجتماعين وزاريين رفيعي المستوى لوزراء الزراعة للدول المنتجة والمصنعة للتمور، الأول خاص بمتابعة وتقييم مخرجات مشروع الإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، والثاني بالتحضير لمأسسة مبادرة الواحات المستدامة.

وخلال مداخلته بهذه المناسبة، قدم وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، مبادرة الواحات المستدامة التي تقدمت بها المملكة المغربية بتنسيق وتشاور مع كافة الشركاء، على هامش مؤتمر الأطراف حول المناخ كوب 22 الذي انعقد بمراكش بنونبر 2016.  ومنذ إطلاقها، شكلت هذه المبادرة محور العديد من التظاهرات التي نظمت على الصعيدين المحلي والدولي.

وأكد الوزير في كلمته على أهمية الواحات التي تشكل منظومات مجالية فريدة لكونها موطنا لمنتوجات زراعية خاصة وفضاءات تتوفر على إرث طبيعي وثقافي وعمراني متميز.  ومع ندرة الموارد الطبيعية وتسارع التوسع الحضري المقترن بالضغط البشري القوي، تتعرض الواحات لتهديد حقيقي يمكن أن يؤدي إلى تعطيل توازن هذه النظم الإيكولوجية وتتولد عنه عواقب سلبية على استمرارية واستدامة الواحات، التي قد تصبح عرضة لخطر الزوال.

ودق الوزير ناقوس الخطر بخصوص تهديد مجالات الواحات في ظل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم من جهة، والضغوطات الهائلة على الموارد الطبيعية من جهة أخرى، مما يستدعي تعبئة شاملة لمواجهة هذه الظواهر.

وأشار صديقي، إلى  أن المملكة المغربية تولي أهمية قصوى لهذه المجالات الهشة، ويتجلى ذلك من خلال الرعاية المولوية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لهاته المجالات الهشة، وذلك بإشرافه المباشر على وضع الاستراتيجيات وإحداث المؤسسات الخاصة التي تسهر على تنميتها واستدامتها.

وأكد الوزير  على ضرورة إعطاء الأولوية وتكثيف الجهود الرامية إلى إيجاد تدابير وحلول وقائية أكثر فعالية، والتي ستمكن الواحات من التكيف مع التحديات التي تواجهها، والتغلب على الإكراهات التي تحد من استدامتها.

وفي هذا السياق، ذكر الوزير أن المملكة المغربية قامت بتنظيم المؤتمر الدولي الأول حول الواحات ونخيل التمر في أواخر شهر ماي 2023 بهدف تبادل الأفكار والخبرات والتجارب والعمل على تنزيل أهداف هذه المبادرة من خلال العمل على إنشاء ائتلاف دولي حول مبادرة الواحات المستدامة التي قدمها المغرب للبلدان المعنية بإشكالية الواحات، من أجل وضع الأدوات والوسائل اللازمة لحماية وضمان استدامة هذه المجالات، إلى جانب إنشاء هيئة لتنفيذ أهداف مبادرة الواحات المستدامة، وتوفير الموارد المالية اللازمة لتنفيذ هذه المبادرة.

ودعا صديقي إلى ضرورة المضي قدما لمواصلة التعبئة حول إشكالية تأقلم وتكيف النظم الواحاتية مع تغير المناخ، وعبر عن رغبة المملكة المغربية لوضع اللبنات الأولى لهيكلة مؤسساتية دولية تضم كل الدول المعنية بالواحات، تعمل على تنزيل أهداف مبادرة الواحات المستدامة.

من حهته، أكد شو دونيو مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في كلمة تليت عنه بالنيابة، أن تطور الزراعة والإنتاج الاجتماعي أدى إلى زيادة زراعة النخيل وزيادة سريعة في التجارة الدولية للتمور وارتفاع إنتاج التمور العالمي منذ منتصف الستينيات حيث انتقل من مليوني طن إلى حوالي 9.7 مليون طن في عام 2021 تنتجها حوالي 40 دولة ، مشيرا الى أن التحديات التي تواجه صناعة النخيل والتمور تتمثل أساسا في انخفاض الإنتاجية وجودة المنتج فضلا عن تحديات مرحلة ما بعد الجني والتسويق والتجارة.

ويستعرض المؤتمر الذي يشمل شقين وزاريين رفيعي المستوى، الأول خاص بمتابعة وتقييم مخرجات مشروع الإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، والثاني بالتحضير لمأسسة مبادرة الواحات المستدامة، عشرين ورقة علمية في إطار متابعة وتقييم نتائج المشروع الإقليمي لاستئصال سوسة النخيل الحمراء وإنشاء الهيئة الدولية للتنمية المستدامة للواحات.

أترك تعليقا