الباركة: الأزمات فرضت الانخراط في مسلسل السيادة الغذائية والاعتماد على الواردات من الزيوت الخام عرض القطاع لمخاطر تضخمية
- المغرب الاقتصادي
- الخميس, 1 فبراير 2024, 18:00
قال رئيس الفيدرالية البيمهنية للنباتات الزيتية FOLEA، محمد الباركة، في حوار مع ” المغرب الاقتصادي”، إن الأزمات التي عرفها العالم ومست المغرب كذلك، لم تؤثر على تزود المملكة بالزيوت، مشيرا إلى أن المهنيين قاموا باقتناء الزيوت الخام بصفة منتظمة وتخزين الكمية الكافية للسوق مع توزيع في جميع أنحاء المغرب، مشيدا بالجهود التي يقوم بها المهنيون إلى جانب الجهات الحكومية الوصية.
وشدد الباركة، في هذا الحوار، على أن هذه الأزمات فرضت الانخراط في مسلسل السيادة الغذائية وإن كان الاعتماد حاليا على الواردات يعرض القطاع لضغوط تضخمية.
فيما يلي نص الحوار:
1. كيف ترون الجهود التي يقوم بها الفاعلون في قطاع الزيوت في سياق الأزمات العالمية؟
رغم الأزمات التي يمر بها العالم ابتداء من وباء covid، حرب أوكرانيا وكدا التقلبات المناخية والتي أثرت سلبا على تزويد الأسواق العالمية بصفة منتظمة بالزيوت النباتية، فإنه في بلادنا لم يجد المستهلك أي صعوبة في اقتناء هذه المادة.
ويرجع دلك إلى الجهود المبذولة من لدن الفاعلين في القطاع بهدف الاستجابة للاحتياجات الوطنية طوال السنة، حيث قام المهنيون باقتناء الزيوت الخام بصفة منتظمة وتخزين الكمية الكافية للسوق مع توزيع في جميع أنحاء المغرب. هاته الأزمات فرضت على المهنيين والحكومة المغربية الانخراط في مسلسل السيادة الغذائية.
في هذا الإطار، تقوم الفيدرالية البيمهنية للنباتات الزيتية FOLEA بشراكة مع وزارة الفلاحة بتشجيع الفلاحين في الانخراط في المخطط الوطني لزراعة النباتات الزيتية. ففي إطار مخطط المغرب الأخضر بلغت المساحة المزروعة من عباد الشمس والكولزا 27.600 هكتار في المعدل حاليا مقابل 15.000 هكتار سنة 2013 ، وبلغ الإنتاج حوالي 34.500 طنا حاليا مقابل 18.000 طنا في سنة 2013. هذه النتائج رغم أهميتها فهي تبقى جد ضئيلة وغير كافية للمساهمة في تحقيق السيادة الغذائية.
وتبقى الجهود المبذولة من لدن الفاعلين في القطاع مهمة جدا نذكر من بينها:
- إصدار كتاب أبيض حول شروط تطور السلسلة المغربية للزراعات النباتية مع مجموعة من الاقتراحات لإنجاح هذا المخطط بصفة مستدامة.
- الانخراط في عقد برنامج 2024-2030 من مخطط الجيل الأخضر والذي يعطي الإطار العام لمواكبة تطور زراعة عباد الشمس والكولزا حيث طالبت الفيدرالية البيمهنية للنباتات الزيتية FOLEA تبني نهج إقليمي لدعم الفلاحة، وتشجيع استقطاب الفلاحين الجدد.
- الاعتماد على التكنولوجيا والأدوات الرقمية من أجل تعزيز فعالية عمليات الإنتاج وتحسين إدارة المحاصيل والموارد. كما يشمل النهج المقترح أيضا الاستفادة من الري التكميلي وتشجيع إنشاء المشاريع الفلاحية خاصة تلك الموجهة للشباب.
- وبما أن السيادة الغذائية تبدأ بالبحث العلمي، إلى جانب اقتناء البذور العالمية نعمل على تسهيل الحصول عليها من أجل تشجيع إنتاج البذور محليا.
وفي شهر مارس المقبل، ستنظم الفيدرالية البيمهنية للنباتات الزيتية FOLEA مع شركائها المغاربة والدوليين النسخة الثانية من الملتقى المغاربي للنهوض بمنظومة الزيوت والبروتينات النباتية بالرباط ، والتي تهدف إلى تشجيع التفكير وتقاسم الخبرات بين الفاعلين في القطاع بالمغرب، تونس، الجزائر وفرنسا.
2. كيف يمكن مواجهة تحديات الجفاف وما هي التدابير الممكنة ؟
التقلبات المناخية أصبحت ظاهرة عالمية لها انعكاسات سلبية على الفلاحة بصفة عامة. وفي بلادنا التحديات المناخية مثل الجفاف وندرة المياه تحتم علينا إعادة النظر في السياسات الفلاحية مع الأخذ بعين الاعتبار تشجيع الفلاحات الأقل استهلاكا للماء.
وتعتبر زراعات عباد الشمس والكولزا من بين النباتات الغير المستهلكة للمياه حيث تساهم في تحسين التربة وتحسين مردودية زراعات أخرى مثل الحبوب مما يساهم في تعزيز السيادة الوطنية بصفة عامة.
كما نعمل بتعاون مع جميع مديريات وزارة الفلاحة على تطوير الممارسات الفلاحية المكيفة مع الجفاف واعتماد برامج الدعم لضمان الإنتاج المستدام في ضل هذه الظروف البيئية الصعبة وغير المواتية .
3. ما هي آثار التضخم على الأسعار وعلى الجهود المبذولة في هذا الباب؟
فعلا أثر التضخم بشكل كبير على قطاع البذور الزيتية بالمغرب نظرا للعوامل الجيواقتصادية والسياسية التي عاشها العالم في الفترة الأخيرة والتي ذكرناها سابقا. الشيء الذي جعل هذه المادة غير متوفرة في بعض الأوقات.
في هذا الإطار بذل الفاعلون في القطاع جهودا كبيرة من أجل إدارة التغيرات في الأسعار العالمية وضبطها في السوق المحلية بعد فترة التقلبات وخلال فترة الأزمة، مع استمرار إمداد السوق بشكل دائم وفي جميع المناطق.
غير أن الاعتماد على الواردات من الزيوت الخام عرض القطاع لمخاطر تضخمية عالمية، مما يبرز أهمية تطوير الإنتاج المحلي كوسيلة ناجعة للتقليل من هذا الضعف وتعزيز الاستقلال الذاتي.
كل هده العوامل دفعت كل الدول إلى إعطاء أهمية خاصة لهذه السلسلة في إطار سياسات لسيادتها الغذائية ونظرا كذلك لما تلعبه من دور في تخفيض الأسعار نسبيا.
4. ما هو حجم الاستهلاك وحجم الإنتاج من الزيوت وهل يغطي المغرب حاجياته بين التصنيع والاستيراد؟
قبل الخوض في الأرقام المهمة لهذا القطاع يجب التذكير بأنه في زراعة البذور الزيتية تمكننا من الحصول على منتوجين: الأول الزيوت النباتية الموجهة للاستهلاك البشري والمنتوج الثاني هو بروتين موجه للاستهلاك الحيواني.
وبصفة عامة، يستورد المغرب سنويا حوالي 600.000 طن من الزيت الخام منها 450.000 طن للاستهلاك الداخلي BtoCو100.000 طن للصناعات الغذائية الأخرى و50.000 طن موجهة للتصدير كما أن الاستهلاك السنوي للفرد يتراوح ما بين 12 و13 لتر من زيت المائدة.
وجدير بالذكر أننا لاحظنا تراجع الاستهلاك الداخلي في السنوات الأخيرة. ويشكل الإنتاج الداخلي حاليا من الزيوت النباتية أقل من 2% لتغطية حاجياته واستيراد أكثر من 98% من مصادر عالمية خاصة أمريكا وأوروبا.
من جهة أخرى، يستورد المغرب أكثر من 1.000.000 طن من البروتين لتلبية حاجياته من الاستهلاك الحيواني. هنا كذلك الإنتاج الداخلي يعطي فقط 2% بينما 98% من البروتين يتم استيرادها.
ولتحسين تغطية الحاجيات من الزيوت النباتية اتخذت جميع الإجراءات من أجل الوصول إلى الأهداف المتوخاة من عقد برنامج 2030 وهي كالتالي:
- زيادة المساحة المخصصة للزراعات النباتية لتصل إلى 130 ألف هكتار
- تحسين إنتاج البذور الزيتية لتصل إلى 220 ألف طن
- تحسين تغطية حاجياتنا من هذه الزيوت إلى حوالي 15%
في الأخير يجب الإشادة بالجهود التي يقوم بها الفاعلون في هذا القطاع بتأطير فعال من طرف وزارة الفلاحة من أجل النهوض بسلسلة الزيوت النباتية نظرا لأهميتها الاستراتيجية.
- آخر الأخبار, أبرز العناوين, الرئيسية, حوارات
- الزيوت, الفيدرالية البيمهنية للنباتات الزيتي, محمد البركة, مخطط المغرب الأخضر
- 2 تعليقات
عبد
نتمنى سياسة شاملة ومتكاملة تهدف تحقيق أمن غذائي وطاقي للمغرب ولكل المغاربة ، وليس هذا بالمستحيل. بالتوفيق إن شاء الله.
بشتى الوالي
كان الزيت بالجودة و الثمن … دابا الزيت اصبح اغلى وجودته تنقص
اللهم ارحمنا ياربي