تخشي: قطاع السياحة بدرعة تافيلالت ينقصه دعم المؤسسات وعلى مسؤولي الجهة الاجتهاد في الترافع من أجل القطاع
- المغرب الاقتصادي
- الجمعة, 5 يناير 2024, 12:00
في الوقت الذي تزخر فيه جهة درعة تافيلالت بالكثير من المؤهلات السياحية التي يمكن أن تجعلها وجهة سياحية بارزة وطنيا ودوليا، ما يزال قطاع السياحة في هذه الجهة يعاني من إكراهات متعددة أبرزها ضعف الربط الجوي و الحاجة إلى تأهيل البنيات التحتية الطرقية ومؤسسات الإيواء وغيرها.
في هذا الحوار يقربنا رئيس المجلس الجهوي للسياحة – درعة تافيلالت، محمد تخشي، من وضع السياحة في الجهة وواقعها والإجراءات العملية التي يمكنها أن تساهم في تثمين العرض السياحي بهذه المنطقة.
1. كيف يمكن تثمين المؤهلات التي تتمتع بها جهة درعة تافيلالت وتسويقها سياحيا؟
كما تعرفون وكما أشرتم، جهة درعة تافيلالت تتميز بتنوع المؤهلات السياحية، لكن تثمين هذه المؤهلات وتسويقها سياحيا يتطلب عدة عوامل، أولا الربط الجوي بين المدن الكبرى في أوروبا وفي أنحاء العالم، والمطارات الثلاث المتواجدة بالجهة، وهم مطار زاكورة ومطار الرشيدية ومطار وارزازات، ثانيا يجب تسويق المنتوج السياحي لدرعة تافيلالت، فكما تعلمون آخر مجلس جهوي للسياحة أنشئ في المغرب هو مجلس درعة تافيلالت، وانطلق منذ ثلاثة سنوات، لكن ينقصه دعم الجهة والمجالس الاقليمية والمجالس البلدية كي يقوم بالترويج لهذا المنتوج السياحي المتنوع، والذي يضم قصور وقصبات وواحات ومناظر خلابة تجعل السائح يستمتع فور وصوله للمنطقة.
2. هل تعمل المؤسسات الجهوية بالمنطقة على الترافع لصالح الجهة لتعزيز الربط الجوي بها؟
من الواجب على البرلمانيين وممثلي الأمة في الجهة أن يجتهدوا أكثر، ويترافعوا على الربط الجوي الذي تحدثنا عنه، لأنه في غياب الربط الجوي والبري للمنطقة التي تتسم بوعورة تضاريسها، سيضطر القادمون من مراكش أن يقطعوا جبال الأطلس الكبير والذي يشهد مشاكل كبرى في فصل الشتاء بصفة خاصة.
كما أن نوع الطرق التي تربط جهة درعة تافيلالت سواء بفاس أو مراكش هي مناطق وعرة وصعبة، لدا يجب أن يترافع البرلمانييون من أجل ترميمها كي يجد السائح الداخلي الولوج متاحا ويزور المنطقة. وأؤكد من جديد أنه إذا لم يترافع البرلمانيون على الربط الجوي ستبقى جهة درعة تافيلالت معزولة ومستبعدة من الوجهات السياحية في المنطقة والمغرب ككل.
3. ما هي التحفيزات التي توفرها المؤسسات الجهوية بالمنطقة لفائدة القطاع السياحي؟
لا تزال التحفيزات التي توفرها المؤسسات الجهوية بالمنطقة ضعيفة إلى حد ما، لأنه لا يعقل أن تكون التحفيزات من الجهة للمجلس الجهوي للسياحة الذي يقوم بالترويج ويحضر في جميع المنتديات الدولية ويحضر في جميع أوراش العمل عالميا، غير كافية كي يقوم بعمله بأريحية ويقوم بالترويج السياحي للجهة.
4. ما هي أبرز الأنشطة والمعالم السياحية التي تجذب السياح بالمنطقة؟
من بين الأنشطة السياحية التي تحظى باقبال كبير في الجهة كثيرة، نجد الرحلات، لأن التموقع الجغرافي للمنطقة يمتاز برحلات الراجلين، والتي تسمى بالفرنسية les randonnées، رحلات عبر الجبال، فموقع وارززات والجهة ككل بما فيها تاغرو التي هي منطقة جبلية للأطلس الصغير تشهد رواجا خلال فترة البرد، حيث تعرف اقبالا من طرف السياح السويسريين والألمانيين والفرنسيين والاسبان، المشهورين بهذه السياحة، إذ يقومون بقطع جبال الأطلس بالاستعانة بالبغال وعلى الأقدام.
أيضا اقليم تنغير هو عمالة من الأقاليم الخمس للجهة يتيح المجال لمن يقومون بتسلق الجبال في مضايق تودرا ومضيق دادس، وبوتغرار. أيضا موقع جيد في الاقليم لمن يقومون بقطع الأطلس الكبير من قلعة مكونة إلى أزيلال أو من أزيلال إلى قلعة مكونة، بالإضافة إلى الرحلات الطبيعية التي تنشط السياحة بالجهة هو الاقبال على الهضاب الرملية لمرزوكة وشكاكة ومحاميد الغزلان، بحيث تجد هواة الرياضة الميكانيكية مثل السيارات رباعية الدفع التي تقوم برحلتها عبر هذه المناطق التي تتمتع بجو ملائم ومناظر خلابة خلال شروق الشمس وغروبها، زيادة على ذلك، هناك الواحات والقصور والقصبات، فالقصور تمتد في الجنوب الشرقي ابتداء من وارزازات إلى الرشيدية، والقصبات كذلك ومثال، فأينما اتخذ السائح طريقه سيجد نفسه وسط قصور فخمة وذات تاريخ سواء ثقافيا أو في أنشطتها أو في نمط العيش، هذه هي النشاطات التي تجلب السياح، دون أن ننسى البحيرات التي تتوفر عليها الجهة كبحيرة ايسلي وتيسليت، وبحيرة تامدا، هي من أعلى البحيرات في افريقيا، بحيث يجلبون خلال الصيف عددا مهما من السياح.
لكن لا يزال من الضروري التركيز على الاشهار والامكانيات، والولوج لها لا يزال ضعيفا، نتمنى من السلطات المحلية أن تأخذ الأمر بعين الاعتبار، لأننا إذا ما أردنا الترويج للسياحة يجب أن نوفر الولوج، الحمد لله الحكومة تقوم بمجهودات كبيرة في شق الوضع الطرقي بالجهة، لكن لا يزال هناك خصاص في البنيات التحتية في المدن الكبرى وكذا القرى. الآن الفنادق الكبرى في اقليم وارزازات وزاكورة والرشيدية في وضعية غير مناسبة وغير ملائمة لاستضافة الزبناء والسياح المتوافدين، وحان الوقت لتشييد فنادق أخرى وترميم هذه الفنادق.
5. ما الخطوات العملية التي بإمكانها أن تخرج المنطقة من هذا الركود السياحي؟
كما تعرفون، كان الركود السياحي سابقا، الآن نستبشر خيرا، فلله الحمد والشكر سنة 2022 قام المنتخب الوطني في قطر بإشهار للمغرب بصفة عامة، واستقبلنا أفواجا من السياح الذين أتوا إلى درعة تافيلالت. والطلب على المغرب اليوم مرتفع جدا، والوزارة الوصية على القطاع مهتمة بهذا الموضوع، غير إذا لم يتوفر الربط الجوي لن يتمكن السائح من الوصول إلى المنطقة التي يريد. لدينا ثلاثة مطارات في الجهة هي مطار الرشيدية ومطار زاكورة ومطار وارزازات، ولا يزال هناك خصاص في الطيران وفي الربط الجوي بين المدن الكبرى في المغرب وفي أوروبا وفي الأسواق التي تزور منطقتنا وتواجهها صعوبات للوصول للمنطقة ونلزمها بالمرور عبر مراكش أو أكادير لأجل الولوج للمنطقة.
ثاني مسألة فيما يخص الخطوات العملية التي بإمكانها أن تخرج المنطقة من هذا الركود بعد الربط البري والجوي هو البنية التحتية. هذه هي الأولويات التي تحتاجها المنطقة، هناك من يحب أن يزور المنطقة لأكثر من مرة، لكن لابد من الترويج و التركيز على البنية التحتية كي تزدهر السياحة أكثر.
6. كيف يمكن أن يتحول اقبال السياح على المنطقة من موسمي إلى منتظم؟
لكي ينتقل اقبال السياح على المنطقة من موسمي إلى منتظم، فالأمر يرتبط بأشياء أخرى. وبالعودة إلى الوراء قليلا نجد أن وارزازات كانت ضمن المناطق الثلاثة في المغرب التي تتميز بسياحة منتظمة طيلة السنة، لكن للأسف الشديد طقس فصل الصيف لا يساعد في بقاء السياح في المنطقة، لكن لابد أن نستعين بالمناطق الجبلية مثل المناطق الموجودة في اقليم ميدلت والبحيرات التي ذكرت سابقا. يجب أن يتم إعادة النظر في البنيات التحتية بالمنطقة وكذا ابتكار أنشطة تجلب السياح خلال فترة الصيف، كي نظمن استمرار السياحة طول العام، فكما تعلمون المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية التي تتوفر عليها الجهة كثيرة جدا وهي وجهة السياح حاليا. وفي فصل الصيف ترتفع الحرارة ولابد من الترويج للمناطق الجبلية التي تتسم في تلك الفترة بطقس ملائم للرحلات الجبلية، لذلك يجب الترويج لهذه المناطق وادخالها في المدارات السياحية لتصبح السياحة منتظمة.
- آخر الأخبار, أبرز العناوين, الرئيسية, حوارات, سياحة
- الربط الجوي, السياحة, درعة تافيلالت
- 2 تعليقات
عائشة خالدي
قطاع السياحة بجهة درعة تافيلالت يحتاج لاهتمام اكبر .. جهة غنية للأسف لكنها لم تستفيد من ما استفادت منه اغلب جهات المملكة من عدالة مجالية
جهة غنية بالواحات و الصحراء و الجبال .. ميدلت ورزازات زاكورة تنوير و الراشيدية كلها اقاليم غنية بالبشر و المناخ و المجال
كريم ايت الحكيم
حوار غني .. سي تخشي يستحق المسؤولية رغم صعوبتها