الذكاء الاقتصادي.. ثلاثة أسئلة لإدريس الكراوي رئيس الجامعة المفتوحة بالداخلة

سلط رئيس الجامعة المفتوحة بالداخلة، إدريس الكراوي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على تخصص الذكاء الاقتصادي وأبرز التحديات التي تجابهه، وذلك على هامش الملتقى الرابع لمنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي.

1- ما هو الذكاء الاقتصادي، وكيف يعمل على تحسين أداء وأمن المنظمات في مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة؟

– يتزايد الوعي، في الوقت الحالي، بأهمية الذكاء الاقتصادي في بلورة السياسات العمومية، وداخل المنظمات الخاصة، وذلك من أجل تحسين الأداء العام والتخطيط للمستقبل في آن واحد، من خلال الاعتماد على قدرة هذه المنظمات على تطوير منظومة من المعلومات القيمة والعملية وذات غايات استراتيجية.

ويتعين أن تكون هذه المنظومة متوافقة مع واقع العالم الجديد، والمتمثل في التقادم السريع للمعلومات، وبالتالي الحاجة إلى تحديثها باستمرار، ووفرة المعلومات العلمية والتكنولوجية والمالية والتجارية والاقتصادية، مما يستلزم اعتماد أسلوب للتدبير قادر على الاستجابة للمخاطر والتحديات الجديدة.

ومن هذا المنطلق، يهدف الذكاء الاقتصادي إلى تعزيز الإبداع والابتكار بهدف إنتاج ثروة جديدة تستجيب لأنماط جديدة من الندرة (المياه والطاقة، والأراضي الفلاحية، وغيرها)، من أجل الحفاظ على مستوى أمثل من القدرة التنافسية.

كما يتيح الذكاء الاقتصادي إمكانية تطوير نموذج للأمن الاقتصادي قادر على مواجهة المخاطر الجديدة والأجيال الجديدة من الحروب.

وعلاوة على ذلك، يتيح هذا المفهوم الاقتصادي للدول والمنظمات تدبيرا أفضل للتحولات وتوجيها أمثل للتغيير الناتج عنها، ليصبح بذلك خطوة ضرورية للتفاعل مع الحقائق الجديدة في عالم اليوم.

2 – كيف يسهم لقاء الداخلة ومبادرات الجامعة المفتوحة في جعل هذه المدينة عاصمة إفريقية وعالمية ل لذكاء الاقتصادي ؟

– يشكل انعقاد هذا اللقاء بالداخلة، بمشاركة إفريقية مهمة، نقطة تحول في سعي القارة لتمل ك الممارسات الفضلى للذكاء الاقتصادي المتداولة حاليا في العالم.

إن إحداث الجامعة المفتوحة بالداخلة لمنتديات وطنية وإفريقية للذكاء الاقتصادي، وتطوير شراكات دولية مع فاعلين معترف بهم في مجال الذكاء الاقتصادي، ولا سيما الجمعية الدولية لمهنيي الذكاء الاقتصادي ومقرها الولايات المتحدة والجمعية الدولية الفرنكوفونية للذكاء الاقتصادي ومقرها باريس، يشكل جانبا آخر من جوانب الاستراتيجية الإفريقية لتملك الممارسات الفضلى المتبعة على الصعيد العالمي.

ومن خلال هذه اللقاءات، تنبثق لؤلؤة الجنوب كعاصمة إفريقية وعالمية حقيقية للذكاء الاقتصادي، خاصة وأن الجامعة المفتوحة بالداخلة، وبشراكة مع المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، أحدثت لهذا المجال من المعرفة الاقتصادية والتسييرية ماستر دولي في مجال الذكاء الاقتصادي والاستشراف الترابي، يحتفي هذه السنة بتخرج فوجه الثالث.

3- برأيكم، ما هي التحديات التي تعيق تطور الذكاء الاقتصادي في الوقت الراهن؟

– من الواضح أن أحد الشروط الأساسية لكسب رهان الذكاء الاقتصادي يكمن في الرأسمال البشري، وتحديدا النخب العلمية المتخصصة، والكفاءات المؤهلة لحمل الممارسات الفضلى في هذا المجال، إلى جانب منظومة للابتكار كفيلة بإذكاء الابتكارات التكنولوجية والتدبيرية في هذا المجال الاستراتيجي، سواء بالنسبة للدول أو المقاولات أو الأقاليم.

وفضلا عن العنصر البشري الأساسي، فإن انخراط جميع الفاعلين في اعتماد ممارسات الذكاء الاقتصادي أمر ضروري، لاسيما بالنسبة للأقاليم، المدعوة إلى إحداث بنيات دائمة مخصصة للذكاء الاقتصادي والرصد الاستراتيجي.

إلى ذلك، يتطلب هذا الطموح وسائل التمويل وأنماطا للتنظيم المؤساتسي، والتدبير، وحكامة المؤسسات التي تقود الذكاء الاقتصادي على مستوى هذه المناطق.

ويتعين، في نفس الإطار، بذل جهود حثيثة للنهوض بثقافة الذكاء الاقتصادي، كخيار يقتضي الوعي بأهمية هذا القطاع من المعرفة الاقتصادية والتسييرية سواء بالنسبة لإفريقيا أو للمغرب.

وسُوم:

أترك تعليقا