وزراء الاقتصاد والمالية في الحكومات المتعاقبة بالمغرب – مصطفى فارس ( الحلقة 12)

- المغرب الاقتصادي
- السبت, 23 مارس 2024, 23:00
له موقع خاص في التشكيلة الحكومية، قبل دولة الاستقلال كان يطلق عليه أمين الأمناء قبل أن يسمى وزير المالية والاقتصاد. غالبا ما تكلف بهذه الوزارة شخصيات من عائلات مخزنية أو خبراء وشخصيات لها تكوين خاص، لكن باستقراء التاريخ المعاصر فالظرفية السياسية تتحكم في اختيار الوزير الذي ستناط به مهمة تدبير مالية الدولة وجبايتها. فمن هم هؤلاء الوزراء وما هي بصمة كل منهم على القطاع ؟
12. مصطفى فارس الوزير المهندس والمصرفي
عين مصطفى فارس كاتبا للدولة في المالية في 4 شتنبر 1971 عن سن 35 سنة و 7 أشهر خلفا لمحمد العلوي المدغري الذي كان نائب كاتب الدولة في المالية في حكومة الحكومة الثانية عشر ترأسها الوزير الاول الراحل محمد كريم العمراني، وبدأ في مساره المسؤولية الحكومية في عهد حكومة محمد بنهيمة ثم أحمد العراقي وبعده كريم العمراني الأولى والثانية والثالثة عشر في تاريخ المغرب المعاصر.
كان مصطفى فارس كاتبا الدولة المكلف بالتخطيط لدى الوزير الأول من 7 غشت 1969 في حكومة محمد بنهيمة إلى 4 غشت 1971، وعين كاتب الدولة في المالية من 4 غشت 1971 إلى 5 أبريل 1972 ثم وزير المالية من 12 أبريل 1972 الى 20 نونبر 1972، ثم وزير الفلاحة والاصلاح الزراعي من 10 أكتوبر 1977 إلى 27 مارس 1979.
وهو من مواليد 17 دجنبر 1933 بمدينة الدار البيضاء، وحصل على البكالوريا من ثانوية ليوطي بالدار البيضاء، قبل أن يواصل دراسته في الرياضيات بجامعة السوربون، حيث نال شهادة في الهندسة من المدرسة الخاصة للأشغال العمومية في باريس عام 1956، قبل أن يحصل على الدرجة الثانية في المدرسة الوطنية للطرق والقناطر بفرنسا عام 1959.
وشغل فارس منصب الرئيس التنفيذي لشركة البنك المغربي للصناعة والتجارة (BMCI) في عام 1994، وشغل أيضا منصب رئيس البنك الوطني للتنمية الاقتصادية لمدة 15 عاماً. كما شغل العديد من المناصب في المؤسسات المالية الهامة مثل بنك المغرب و BMCE ، و CIH BCP، SNI .
كما عين الراحل عضوا بالمجلس الاستشاري للأعمال التابع لمؤسسة التمويل الدولية والمجلس الاستشاري للأعمال، وكان أيضا مستشارا لمنظمة فرسان مالطا السيادية من 2012 إلى 2019. وفي عام 2018 نشر الراحل كتابا بعنوان “وجهات نظر متقاطعة حول الصداقة: التعاون الفني المغربي الفرنسي” بالتعاون مع جاك بورديلون.
وكان الراحل أيضا مهندسا مسؤولا عن تشغيل ميناء الدار البيضاء، ومهندسا مسؤولا عن البنية التحتية والمعدات الكبرى بالمنطقة الشمالية بالمغرب (تطوان)، والمهندس المسؤول عن أشغال الطوارئ والتطهير بعد زلزال أكادير 1960. وكان أيضا مديرا لمكتب وزير الأشغال العمومية (محمد بنهيمة)، للتجهيز، ثم نائب مدير عام الديوان الوطني للسقي.
كما كان أول مدير عام للهيدروليكا (إنشاء السدود الكبيرة)، وكان رئيس لجنة الشرف والدعم للأوركسترا الفيلهارمونية المغربية، رئيس مؤسسة الصويرة موكادور للفنون والثقافة.
حصل فارس على عدد من الاوسمة منها وسام العرش من رتبة فارس، ووسام جوقة الشرف الوطني من رتبة قائد، ووسام الاستحقاق الإسباني وعلى نيشان الاستحقاق الروماني، وقائد جوقة الشرف للجمهورية الفرنسية.
توفي مصطفى فارس عن عمر يناهز 90 عاما بالرباط يوم الثلاثاء 31 يناير 2023، ودفن الأربعاء 1 فبراير. وبعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الوزير السابق الراحل مصطفى فارس.
ومما جاء في برقية الملك “تلقينا ببالغ التأثر نبأ وفاة المشمول بعفو الله تعالى ورضاه، المرحوم مصطفى فارس، تلقاه سبحانه في عداد الصالحين من عباده”.
وأعرب الملك بهذه المناسبة المحزنة لأسرة الفقيد، ومن خلالها لكافة أهلها وذويها، عن أصدق عبارات التعازي والمواساة، مستحضرا ما كان يتحلى به الفقيد من غيرة وطنية صادقة وكفاءة مهنية عالية أبان عنها بمختلف المسؤوليات والمناصب الحكومية السامية التي تقلدها.
وأضاف الملك “فالله تعالى نسأل أن يلهمكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يوفي الراحل أحسن الجزاء وأجزل الثواب على ما قدم بين يدي ربه من صادق العطاء، وعلى ما أسداه لوطنه من خدمات جليلة، وأن يشمله بمرضاته ويجعله من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا، ويلقيه نضرة وسرورا”.
- آخر الأخبار, أبرز العناوين, الرئيسية, ملفات
- 0 تعليقات
أترك تعليقا