جهة الشرق.. دينامية تنموية سوسيو – اقتصادية متصاعدة

ساهمت المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، وعبر عدة مراحل، في خلق دينامية متجددة ومستمرة في مجال التنمية المستدامة، وهو ما يعكسه حجم المشاريع المفتوحة في مختلف المجالات على مستوى عمالة الجهة وأقاليمها السبعة.

وبالفعل، فإن قطار التنمية على مستوى جهة الشرق يسير بالسرعة المطلوبة، بفضل الشراكات المتعددة والمبادرات والبرامج العمومية والخاصة التي استفادت بشكل خاص من إمكانات الجهة، وأيضا من خلال الاعتمادات الكبيرة التي خصصتها الدولة.

ويرتبط هذا الأداء بشكل وثيق، وبالدرجة الأولى، بتنوع المشاريع المنجزة، والتي يتم فيها مضاعفة الجهود وضخ موارد هائلة، لتحسين الخدمات الاجتماعية، وتعزيز القطاعات الإنتاجية، وخلق فرص شغل، وكذا الرفع من التنافسية.

ويساهم هذا الاستثمار العمومي، الذي يندرج في إطار التنمية المجالية ومواصلة تنفيذ الورش الكبير للجهوية المتقدمة، في جعل هذه الدينامية رافعة حقيقية وقاطرة لتنمية هذه الجهة المترامية الأطراف مع ساكنة يفوق عددها 2,5 مليون نسمة.

وهكذا، خصص مجلس جهة الشرق، خلال دورته العادية لشهر أكتوبر 2023، غلافا ماليا يفوق 554 مليون درهم، تمت برمجته لإنجاز مشاريع تنموية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبنية التحتية، في إطار اتفاقيات شراكة موقعة مع مختلف الشركاء.

وفي مجال التنمية البشرية، تمت برمجة ما مجموعه 973 مشروعا في سنة 2023، بكلفة إجمالية تناهز 404 مليون درهم. وساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 310 مليون درهم (76,7 في المائة) في هذه المشاريع، التي أ نجز منها 318 مشروعا، فيما لازال 655 مشروعا في طور الانجاز.

وتهم هذه المشاريع، الموزعة على البرامج الأربعة للمبادرة الوطنية، عمالة وجدة – أنجاد (118 مشروعا)، وأقاليم تاوريرت (192 مشروعا)، وبركان (154 مشروعا)، وفجيج (146 مشروعا)، وجرادة (105 مشروعا)، والناظور (90 مشروعا)، وجرسيف (88 مشروعا)، والدريوش (80 مشروعا).

وارتباطا بالميدان الصناعي والاستثمار، فإن أوراش التنمية بالجهة لم تتوقف، حيث أن العديد من المشاريع مفعلة أو في طور التجهيز، لا سيما القطب التكنولوجي لوجدة والحظيرة الصناعية لسلوان، وميناء الناظور غرب المتوسط؛ مما سيجعل الجهة قطبا صناعيا ولوجستيا ذو قيمة مضافة عالية.

وفي ظل هذه الدينامية، فإن الافتتاح الوشيك لأنشطة ميناء الناظور غرب المتوسط سيجعل من جهة الشرق بوابة رئيسية على البحر المتوسط من خلال ربطها بالخطوط البحرية الدولية الكبرى. هذا الميناء الذي يعد حجر الزاوية في برنامج تنمية الجهة، خاصة أنه سيستفيد من الموقع الاستراتيجي للمغرب وللجهة، على الخصوص، والتي تتميز بتدفق تجاري شرقي – غربي، وشمالي – غربي هام.

وفي السياق ذاته، تعتزم وزارة الصناعة والتجارة إطلاق 110 مشاريع صناعية بالجهة، باستثمارات تناهز 18 مليار درهم، لخلق 40 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وستضم الجهة، علاوة على ذلك، 8 مناطق صناعية ستساهم في تحريك عجلة الدينامية الصناعية.

وبذلك، تكون جهة الشرق، في سنة 2023، قد جنت ثمار الاستثمارات المنجزة، وهو ما تعكسه المؤشرات الأولى التي أضحت واقعا ملموسا، خاصة في مجال “الكابلاج” حيث دشنت مجموعة “أبتيف” للسيارات متعددة الجنسيات، مصنعها الأول بالقطب التكنولوجي لوجدة، والذي يعتبر الوحدة الإنتاجية السابعة والمعمل العاشر للمجموعة بالمغرب.

ويقع هذا المصنع بالمنطقة الحرة لوجدة على قطعة أرضية تقدر مساحتها بـ 8 هكتارات، مجاورة للمطار. وتطلب بناؤه استثمارا بقيمة 394 مليون درهم، وسيمكن من خلق أكثر من 3000 منصب شغل مباشر.

وللقطاع الفلاحي نصيب من هذه الدينامية، حيث سطرت المديرية الجهوية للفلاحة برنامجا طموحا للمزروعات، حيث برمجت لهذا الموسم حوالي 130 ألف هكتار من الحبوب، و1500 هكتار من القطاني الخريفية، وأكثر من 10 آلاف هكتار من الزراعات الكلئية، وأزيد من 6 آلاف هكتار من الشمندر السكري، وأكثر من 2300 هكتار لبرنامج تكثير الحبوب بالمدار السقوي لملوية.

وفي إطار برنامج التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية 2023، اتخذت المديرية الجهوية للفلاحة سلسلة من التدابير، لا سيما في إطار الاستراتيجية الجديدة للجيل الأخضر 2020-2030، من خلال برمجة وتنفيذ وكذا دعم عدة مشاريع فلاحية مقتصدة في الماء، والاهتمام بالطاقات المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية في مشاريع سقي الأراضي الفلاحية.

ويتعلق الأمر ببرمجة 93 مشروعا بتكلفة إجمالية تناهز 1,4 مليار درهم، في إطار الفلاحة التضامنية، وإدخال زراعات جديدة مقاومة للتغيرات المناخية، بالإضافة إلى غرس 61.020 هكتارا من الأشجار المثمرة (الكينوا والخروب والصبار). أما بخصوص البذر المباشر، فقد برمجت المديرية الجهوية للفلاحة 3000 هكتارا لهذه التقنية بالنسبة للموسم الحالي.

وعلاوة على ذلك، تم تدشين العديد من مشاريع التنمية الفلاحية والقروية، خلال سنة 2023، بما في ذلك تدشين المجزرة الإقليمية ببركان بطاقة استيعابية تبلغ 5000 طن سنويا.

كما تميزت سنة 2023، بتعزيز قطاع الصحة من خلال إعادة تأهيل وبناء مؤسسات صحية جديدة لاسيما المركز الاستشفائي الجهوي بوجدة (250 سريرا)، والمركزين الاستشفائيين الإقليميين بفجيج (150 سريرا)، وتاوريرت (120 سريرا)، بالإضافة إلى بناء وتجهيز المركز الاستشفائي الجهوي ببركان (175 سريرا)، باستثمار يناهز 319 مليون درهم.

وعلاوة على ذلك، أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، خلال هذه السنة، خدمات 17 مؤسسة صحية حضرية وقروية بجهة الشرق، في إطار سياسة إعادة تأهيل وتجهيز المؤسسات الصحية العمومية. وينضاف إلى ذلك افتتاح مركز تصفية الدم وأمراض الكلي (12,8 مليون درهم)، ومركز الأنكولوجيا (12,7 مليون درهم) بالناظور.

وفي مجال الحماية الاجتماعية، قامت وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بوجدة – أنجاد، بتدشين مركز لإيواء الأشخاص بدون مأوى والمختلين عقليا (200 سرير)، وكذا مركز للا أمينة لرعاية الأطفال (136 سريرا).

ومن شأن هذه المنجزات وغيرها من المشاريع والأوراش المفتوحة أن تجعل من 2023، سنة محورية في تنمية الاستثمارات بالجهة، لرفع ثقة المستثمرين الوطنيين والدوليين في مناخ الأعمال بالجهة، وتشجيعهم على المزيد من الاستثمار، وذلك لإعطاء دفعة نوعية للجهة ضمن الآفاق المستقبلية المرتقبة.

أترك تعليقا