أمل الفلاح: السيادة التكنولوجية ركيزة لتحقيق التحول الرقمي بالمغرب

الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني

أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، أمس الثلاثاء بالرباط، أن تحقيق تحول رقمي مستدام يمر عبر السيادة التكنولوجية.

وأبرزت الوزيرة، في كلمة بمناسبة إطلاق شركة “أورونج المغرب” لمنصة “لايف إنتليجنس” (Live Intelligence) للذكاء الاصطناعي التوليدي متعدد النماذج اللغوية، أن تطوير سحابة (cloud) سيادية مغربية يكتسي طابع الأولوية.

وأوضحت أن هذه السحابة تضمن خضوع عمليتي تخزين المعطيات الحساسة ومعالجتها للقانون الوطني، مشيرة إلى أن هذا المبدأ منصوص عليه في المرسوم رقم 2.24.921 الصادر في 22 أكتوبر 2024، الذي ينظم لجوء الهيئات ذات الأهمية الحيوية إلى مقدمي الخدمات الرقمية السحابية.

وتابعت أنه “في السياق ذاته، سيجعل مشروع مركز البيانات الضخم بالداخلة (بقدرة 500 ميغاواط) من المغرب فاعلا رئيسيا على المستويين الإفريقي والدولي. وسيستجيب هذا المجمع لأحدث المتطلبات في مجال الذكاء الاصطناعي: قوة حوسبة مكثفة، وأمن معزز، وزمن استجابة منخفض. ونعتزم المضي قدما من خلال تطوير قدرات حوسبة متخصصة، وزيادة التردد الجغرافي، وخدمات تدبيرية تتوافق مع المعايير الدولية”.

كما أكدت الوزيرة على أهمية بلورة إطار تنظيمي متين ومنسق ومتجذر في المبادئ الأخلاقية من أجل تطوير واعتماد الذكاء الاصطناعي.

وأبرزت أن هذا الإطار، الذي يتم تنفيذه بتنسيق وثيق مع اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، يهدف إلى ضمان حكامة مسؤولة وشفافة، تحترم بشكل كامل الحقوق الأساسية.

علاوة على ذلك، ذكرت الفلاح السغروشني بأن الذكاء الاصطناعي يوجد في صلب استراتيجية المغرب الرقمي 2030، كما يتضح من خلال انعقاد المناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي في يوليوز الماضي، والتي مكنت من صياغة توصيات أدت إلى وضع خارطة طريق.

وقالت الوزيرة إن “الذكاء الاصطناعي ينبغي أن يمكننا من تحسين الحكامة العمومية وجعل اقتصادنا أكثر كفاءة. ومن هذا المنطلق، أود أن أسلط الضوء على الشراكة التي وقعناها مع “ميسترال”. فهذا الاتفاق يركز على تطوير الكفاءات المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال التكوين والبحث التطبيقي وتقاسم الخبرات”.

وأكدت أن هذه الشراكة تعزز الاستخدام الأخلاقي والشامل والمسؤول للذكاء الاصطناعي، وتضمن حماية المعطيات، وثقة المواطنين، والسيادة الرقمية للمملكة.

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت الفلاح السغروشني إلى أن النماذج اللغوية الضخمة (Large Language Models – LLM) تمثل تقدما كبيرا في هذا المجال، إذ أن قدرتها على فهم اللغة الطبيعية وتوليدها ووضعها في سياقها تفتح آفاقا واسعة أمام الإدارات والمقاولات المغربية.

وفي هذا الصدد، أشارت إلى ثلاث مساهمات رئيسية: الأتمتة الذكية، وزيادة الإنتاجية، والتكييف اللغوي لهذه النماذج التي يمكنها فهم وإنتاج محتوى باللغة العربية أو الأمازيغية أو الفرنسية، من خلال دمج الاختلافات المحلية.

وأكدت الوزيرة أن “هذا البعد أساسي بالنسبة لنا. فهو يتيح بناء حلول تتلاءم مع سياقنا الثقافي والجهوي. وهو أيضا ما يقودنا نحو تحقيق عدالة رقمية، حيث يمكن لكل مواطن الوصول إلى التكنولوجيا بلغته الخاصة”.

وقد تم إطلاق منصة “لايف إنتليجنس” بحضور المدير العام ل(أورونج المغرب)، هندريك كاستيل، والمديرة العامة ل”أورونج بيزنس”، ألييت موسنيي-لومبري. وهي منصة للبرمجيات بخدمات متكاملة، متاحة لجميع المقاولات.

وتسرع هذه المنصة تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل محكم، وتندمج بسهولة مع المسارات المهنية القائمة.

وقد صممت هذه المنصة لضمان السرية التامة للنماذج التي يستخدمها كل زبون، وترتكز على هندسة متعددة النماذج اللغوية تتيح الاستفادة من أفضل ما في كل محرك للذكاء الاصطناعي من أجل تقديم إجابات أكثر دقة وموثوقية وإتاحة استخدامات متنوعة.

أترك تعليقا