وزراء الاقتصاد والمالية في الحكومات المتعاقبة بالمغرب- محمد كريم العمراني ( الحلقة 11)
- المغرب الاقتصادي
- الجمعة, 22 مارس 2024, 23:00
له موقع خاص في التشكيلة الحكومية. قبل دولة الاستقلال كان يطلق عليه أمين الأمناء، قبل أن يسمى وزير المالية والاقتصاد. غالبا ما تكلف بهذه الوزارة شخصيات من عائلات مخزنية أو خبراء وشخصيات لها تكوين خاص، لكن باستقراء التاريخ المعاصر فالظرفية السياسية تتحكم في اختيار الوزير الذي ستناط به مهمة تدبير مالية الدولة وجبايتها. فمن هم هؤلاء الوزراء وما هي بصمة كل منهم على القطاع ؟
11. محمد كريم العمراني وزير أول بحقيبة المالية
هو سياسي ورجل أعمال مغربي ازداد بمدينة فاس في فاتح ماي 1919وتابع دراسته بثانوية مولاي ادريس. وشغل ثلاث مرات منصب الوزير الأول في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، المرة الأولى من 6 غشت 1971 إلى 2 نونبر 1972، والثانية من 30 نونبر 1983 إلى 30 شتنبر 1986، والثالثة من 11 غشت 1992 إلى 25 ماي 1995. كما كان مستشارا للملك الراحل الحسن الثاني.
ترأس الحكومة المغربية الثانية عشر في سادس غشت 1971 بمقتضى ظهير صادر في 11غشت 1971 ، وكانت له بصمة خاصة من قبيل برنامج التقويم الهيكلي، وإصلاح الميزانية، والإصلاح الضريبي من خلال اعتماد منظومة حديثة.
كما شغل منصب رئيس مدير عام المكتب الشريف للفوسفاط. وبدأ مساره سنة 1957 مكلفا بالمكتب الشريف للفوسفاط في ديوان وزير الاقتصاد الوطني والمالية، قبل أن يعيّن سنة 1958 مديرا للمكتب الشريف للفوسفاط بالنيابة، ثم مديرا عاما له في سنة 1967، موازاة مع تعيينه مكلفا بمهمة بالديوان الملكي.
وقام الراحل بتأسيس أول مجموعة خاصة في المغرب، وشكل أول مجموعة قابضة هي مجموعة “سفاري” والتي تنشط اليوم في عدد كبير من القطاعات، بما في ذلك الصناعة والتوزيع والخدمات والفلاحة والتي خلفته على رأسها ابنته سعيدة العمراني .
موازاة مع ذلك، ساهم محمد كريم العمراني في بروز القطاع المصرفي، لاسيما من خلال “مصرف المغرب” الذي خرج للوجود عقب اندماج “الشركة الأفريقية للأبناك”، التي كان أحد المساهمين فيها ومصرف “ليون المغرب”، بالإضافة إلى إنشاء “البنك المغربي للتجارة الخارجية” كذراع للدولة من أجل المساهمة في تنمية وتطوير الصادرات المغربية وخاصة بالمكتب الشريف للفوسفاط، فقد كان يقود في فترة من حياته حوالي 300 مقاولة وشركة في ملكيته.
“لقد كان الفقيد الكبير من الوطنيين الصادقين المتشبثين بثوابت الأمة ومقدساتها، والعاملين بكل إخلاص ونكران ذات واجتهاد في خدمة وطنهم. فتقلد أكبر المسؤوليات في عهد والدنا المنعم جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، مستشارا لجلالته ووزيرا أول، ومديرا عاما للمكتب الشريف للفوسفاط، ومؤسسا للعديد من المؤسسات الاقتصادية المغربية، مبرهنا خلال قيامه بما تقلده من مهام عن كفايته وتبصره، وحنكته كرجل دولة ورجل اقتصاد مشهود له ببعد النظر وثاقب الفكر” ، هكذا كتب الملك محمد السادس معزيا أسرة الراحل محمد كريم العمراني، قبل أن يحف جنازته التي جرت بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، بعناية خاصة، تمثلت في حضور يتقدمه الأمير مولاي رشيد وجمع غفير من الشخصيات من عالم السياسة والمال والاقتصاد.
أغلب السياسيين الذين تقلدوا مهام وزارية اشتغلوا مع الراحل كريم العمراني، منهم الوزير الأول السابق إدريس جطو الذي كان قد تسلم مهامه كوزير للتجارة والصناعة في حكومة كريم العمراني، ومن بينهم ايضا الراحل محمد معتصم و عبد السلام أحيزون وغيرهم ممن اشتغلوا بجانبه في الحكومات التي التي ترأسها.
عاش الراحل أزيد من عقدين في تقاعد من السياسة والأعمال الى وافته المنية الخميس 20 ستنبر 2018 عن سن تناهز 99 سنة، ودفن بمقبرة الشهداء.
- آخر الأخبار, أبرز العناوين, الرئيسية, ملفات
- 0 تعليقات
أترك تعليقا