الدار البيضاء تحتضن الدورة الثامنة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية

 أعلنت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، اليوم الثلاثاء بالرباط، عن تنظيم الدورة الثامنة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، ابتداء من 28 فبراير بالدار البيضاء.
وأوضحت  عمور خلال ندوة صحفية خصصت لدورة هذه السنة التي تنظم تحت شعار “الصناعة التقليدية، رافعة للتنمية في خدمة إشعاع وحماية التراث المادي واللامادي”، أن هذه المبادرة تمثل فرصة للإشادة بالحرفيين المغاربة الذين يساهمون في الحفاظ على التراث الوطني وكذا في إشعاع المغرب على الصعيد الدولي.

وفي هذا الصدد، أبرزت الوزيرة أهمية الصناعة التقليدية التي تضطلع بدور جوهري في التشغيل بالمغرب، بمعدل إدماج للشباب الحاصلين على تكوين في هذا المجال قد يصل إلى 90 في المائة، مشيرة إلى أن القطاع عرف العديد من التطورات بفضل جهود الوزارة وكافة الشركاء والجهات المعنية.

وفي معرض تطرقها لبرنامج نقل الكفاءات والخبرات المتعلقة بمهن الصناعة التقليدية، أوردت السيدة عمور أن الأمر يتعلق ببرنامج بلورته اليونيسكو ويرتكز على اختيار عدد من المهن المهددة بالانقراض، موضحة أنه تم بالفعل اختيار ست مهن في هذا الإطار.

وأكدت أن الفكرة تتمثل في الحفاظ على تراث المملكة من خلال تشجيع كبار الحرفيين الحاملين لخبرات ومهارات عريقة وفريدة على تقاسم خبراتهم ومعارفهم، وكذا من خلال تحفيز الشباب على تعلم وإعادة ابتكار وخلق تراث الصناعة التقليدية مع منحهم برنامجا تكوينيا مؤهلا.

من جانبه، أبرز المدير العام لدار الصانع، طارق صديق، أن هذه الدورة من الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية تقدم برنامجا غنيا ومتنوعا مع افتتاح منتدى التواصل الدولي للفنون والحرف (International Art And Craft Connect)، الذي يسعى ليكون منصة لمناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك والقضايا العالمية والإشكالات المتعلقة بالقطاع وكذا تقاسم الممارسات المثلى في مجال الصناعة التقليدية.

وأشار إلى أن هذه الدورة ستتميز أيضا بتنظيم النسخة الثانية للمعرض الدولي للزرابي والأرضيات الذي يبرز مهارات الحرفيين المغاربة وخبراتهم التي يتوارثونها من جيل إلى آخر، عبر عرض مجموعة منتقاة من المنتجات المصنوعة يدويا التي تدمج التوجهات الجديدة.

وأضاف أن المعرض المذكور سيقام على مدى أربعة أيام، منها يومان سيخصصان لمهنيي القطاع، فيما سيخصص اليومان الآخران لاستقبال الجمهور الراغب في اكتشاف مجموعة المنتجات المعروضة.

وأشار مدير دار الصانع إلى أن الحدث سيشمل تنظيم ورشات تدريبية ينشطها خبراء وطنيون ودوليون حول مواضيع إصدار شهادات اعتماد المنتجات، وتعزيز زخم الصادرات وتحسين الولوج إلى الأسواق الخارجية، فضلا عن سبل التسريع والتحول الرقمي للفاعلين في الصناعة التقليدية.

وأفاد صديق بأن هذه الدورة الثامنة ستشهد عقد اجتماعات ثنائية بين المقاولات الحرفية المبتكرة والمشترين الدوليين، و”جولة للتوريد” (Sourcing tour) تستهدف وحدات الإنتاج، وكذا معارض في العديد من المدن المغربية، إضافة إلى عمليات للتسويق في المناطق التي تعرف إقبالا كبيرا خلال شهر رمضان المبارك.

وذكر بأن الشراكة القائمة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ودار الصانع ستسفر عن إقامة معرض للأعمال الفنية الحرفية بالمتحف الوطني للحلي في قصبة الأوداية (الرباط)، مما سيتيح للجمهور التعرف عن قرب على قطع فنية فريدة أبدعها حوالي 20 من كبار الحرفيين المغاربة المشهورين.

وستتيح الدورة الثامنة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، التي تُنظم بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة السابعة في دجنبر 2022، الفرصة للحرفيين المغاربة للالتقاء بالمشترين المهنيين والمتخصصين والمهندسين المعماريين والمصممين وممثلي العلامات التجارية البارزة ومراكز التوزيع الدولية من خلال مختلف الأحداث والأنشطة.

أترك تعليقا