اتحاد الباطرونا بين بنصالح ولعلج.. من كاريزما الحضور إلى عقيدة الانغلاق
- حسن أنفلوس
- الأحد, 21 يناير 2024, 13:12
خلال فترة رئاسة مريم بنصالح للاتحاد العام لمقاولات المغرب، كان الاتحاد حاضرا في المشهد الاقتصادي المغربي، وفي موقع القرار والتواصل والفعالية، بغض النظر عن توجهاته العامة فيما يتعلق بالسياسات العمومية الاقتصادية.
من مظاهر هذا الحضور اللافت خلال فترة رئاسة بنصالح، هو النقاش المحتدم الذي يرافق اعداد مشاريع قوانين المالية، ومنهجية طرح الاقتراحات والدفاع عنها بنوع من “الشراسة المشروعة” لصالح المقاولات.
في عهد بنصالح، كانت اللقاءات والندوات تتواصل، وكان الحضور في المشهد الإعلامي لأعضاء الاتحاد بارزا كل حسب مجاله، في الشرح والتفسير والاقتراح والانتقاد.
كانت أبواب التواصل مع وسائل الاعلام مفتوحة، من الرئيسة حينها مريم بنصالح، إلى غالبية الأعضاء من رؤساء اللجن والفيدراليات.
وكانت أنشطة الاتحاد حينها تحظى بمتابعة لافتة وتغطيات متعددة، إشادة وانتقادا، وتتواصل وتستمر دون أدنى تموقف من المنتقدين، تحديدا من وسائل الاعلام والصحفيين.
انتهت ولاية مريم بنصالح ( 2012- 2018 ، ولايتين) وحل مكانها شكيب لعلج، القادم من قطاع المطاحن بالأساس.
ودون الحديث عن الفترة القصيرة التي تولى فيها صلاح الدين مزوار رئاسة الاتحاد، جاء لعلج في سنة 2020، إلى نقابة الباطرونا حاملا معه غموض القطاع الذي قدم منه.
أغلق لعلج في عهده، وما زال، أغلب أبواب التواصل، وخفت بذلك حضور الاتحاد في المشهد الاقتصادي المغربي، وتحول إلى اتحاد أو تجمع نخبوي، أقرب إلى “صالون مغلق” على غرار “الصالونات السياسية”، وصار الانغلاق عقيدة لديه.
لم تعد مناقشات مشاريع قوانين المالية، تعرف ذلك التوهج الذي كانت تشهده في ولاية بنصالح. حيث كانت نقاشات الإصلاح الضريبي والاقتراحات التي يقدمها الاتحاد، تحضر بشكل يطغى على عناوين الجرائد والمواقع الإخبارية ومختلف الوسائل، الناطقة بالعربية والفرنسية.
في عهد لعلج، تمر هذه المشاريع واقتراحات الاتحاد، مرور الكرام، ومشروع قانون المالية 2024، قانون المالية الحالي، خير مثال على هذا الخفوت. ويبدو أن لعلج اتجه نحو لقاءات ونقاشات خلف الأسوار، بعيدا عن وسائل الاعلام.
لعلج وحده من يعلم أسباب تهربه من الظهور في وسائل الاعلام خصوصا الناطقة بالعربية، وربما يحتاج دائما ورقة مكتوبة ليستظهر منها.
ولو أن الحال كذلك، لعدد كبير من المسؤولين في عدد من مواقع المسؤولية ممن لا يتقنون التحدث بالعربية أو الدارجة، فالحلول موجودة ومتاحة.
وللعلج، مثال في نموذج مولاي حفيظ العلمي على سبيل القياس، وهو رئيس أسبق للاتحاد، حين تولى وزارة الصناعة خضع لتداريب مكثفة حتى يتحدث إلى المغاربة بلسانهم.
وله أيضا في نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية مثال، بعد أن نجحت في تجاوز صعوبات التحدث بالعربية والدارجة، هذا إذا كان مشكل لعلج هو لغة التحدث، أما إذا كان مشكلا أخر، فهو وحده من يدري وفريقه في التواصل.
بعيدا عن كل هذه الاعتبارات، يبقى التأكيد على أن دور الاتحاد يبقى محوريا وأساسيا، في ظرفية من مثل هذه الظرفية التي يعيشها المغرب، ودورا مركزيا في سياق التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة.
ودون تواصل مستمر متنوع ومتعدد منفتح، لا يمكن لمؤسسة من مثل مؤسسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن تثمن عملها ونشاطها ولو كان مقدرا.
- آخر الأخبار, أبرز العناوين, الرئيسية, مؤسسات
- الاتحاد العام لمقاولات المغرب, شكيب لعلج, مريم بنصالح
- 1 تعليق
بوشتى السبتي
الباطرونا يجب ان تستمع للمقاولات … وجب عليهم الاصغاء للقاعدة وليس الدفاع على مصالحهم وفقط